قصة مؤثرة جداااً
بـسم الله الرحمن الرحيم
( رسالة من تائبة )
ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا عدوان إلا على الظالمين وحسبي الله ونعم الوكيل.
والله إن الدموع تنهمر والجسد يرتجف وأنا أكتب هذه الرسالة. ولكن لعل وعسى تكون عبرة وموعظة للآخرين.
إليكم قصتي....
كنت فتاة معروفة بخلقي وتفوقي بدراستي وقد درست علوم الحاسب الآلي في جامعة غير مختلطة وملتزمة.
ولكني كنت أكرهها لأنها ليست مختلطة وكأنها سجن علينا نحن الفتيات وكنت أتحسر على الجامعات الأخرى المختلطة وأتمنى أن أكون هناك.
وبعد التخرج بدأت أبحث عن عمل لأرى نتيجة دراستي وبعد جهد جهيد حصلت على عمل في مدينة دبي للاعلام وهناك كانت البداية......
كنت بريئة أجهل نظرات الرجال الى المرأة وأعامل الجميع كأصدقاء حتى حل علينا ضيف جديد في الشركة، كان صحفي متمرس يمتلك خبرة تسعة أعوام في جامعة مختلطة .
كان يرمقني بنظرات عجيبة ولا يشيح ببصره عني وكان ينتهز الفرص بالحديث معي ويخبرني عن أمجاده وحياته وما مر به حين قدم الى دبي، كانت أحاديثه تستهويني وأرى فيه الانسان الكامل العاقل، طلب مني رقمه فأعطيته اياه على أساس أنه زميل عمل.
عرف عني كل شيء .. علم أني لم أتكلم الى رجل في حياتي وأن جامعتي كانت غير مختلطة ومحافظة، وعرف أني شديدة الحياء والخجل ولا أحب التكلم مع الآخرين. ولم يمض ثلاثة أيام حتى ترك هذا العمل لخلاف مع مدير الشركة فالتحق بدورة في ال Cnn وهي مجاورة لنا. ولم أسلم منه فقد كان يطلب رؤيتي دائما في وقت الاستراحة وكنت أطاوعه لأني لم أكن أعرف أحدا هناك، وظللنا على هذه الحال حتى ثلاثة أيام أخرى الى أن صارحني بحبه لي وهو معجب بأخلاقي وتربيتي وأنه يريد أن يتعرف علي أكثر وهو لا يستطيع البقاء في مدينة الاعلام لأنه وجد عملا آخر في جريدة الخليج.
في البداية لم أصدقه لاني أعرف أن هذا طريق صعب ومليء بالأشواك وقد سمعنا من القصص ما سمعنا ولكنه وبأسلوبه المقنع لكونه صحفي استدرجني الى هذا الطريق وأنا لا أدري فقد قال لي أنه يبحث عن زوجة وهو ليس صغير كي يتسلى بالبنات اذ أنه تعدى الثلاثين. وللأسف صدقته..
كل ذلك الكلام في أسبوع واحد فقط بعدها هو انتقل للعمل في جريدة الخليج وأنا استمريت في عملي في مدينة الاعلام. ولكني لم أسلم منه فقد كان يتصل بي دائما ويحدثني عن حبه لي وأني سحرته وأني صرت الهواء الذي يتنفسه ومن هذا الكلام المعسول السام ... حتى صرت متعلقة به وتبدلت أحوالي كليا صرت قليلة الكلام مع أهلي وصرت عصبية المزاج وأغضب من أتفه الأسباب ودائمة التفكير والسرحان وصرت أعاني من أحلام اليقظة وقل وزني بشكل ملحوظ وصرت أعاني من داء الشقيقة.
وللأسف خرجت معه ثلاث مرات أول مرة ذهبنا الى كوفي شوب في احدى المراكز ، وصار يخبرني عن قصصه وأنه تعرف الى فتاة في جامعته وكان يحبها إلا أن أهلها رفضوا تزويجها اياه بحجة أنه فقير وأنه ظل مخلصا لها الى اليوم الذي رآني فيه وهو يتمنى أن يملكني الى آخر العمر. وأخبرني عن بنت جيرانه التي تحبه وأن أمه شبه خاطبتها له ولكنه لا يشعر بها إلا كأخته.
أما المرة الثانية ذهبنا الى الكورنيش وفيه حدثني عن بطولاته وكيف أنه شخص مهم في الجامعة وأنه محبوب من كل الفتيات، وهناك تجرأ ومسك يدي وضغط عليها بقوة حتى تألمت وقال لي أنا أحبك بهذا المقدار وأنت أيضا اضغطي على يدي بمقدار محبتك لي .. وكانت تلك أول مرة يدي تلمس شخصا غريبا أحسست أن جسدي كله يرتعش وبدأ العرق يتصبب مني ماهذا الذي حل بي أنا الفتاة المهذبة التي كنت أسخر من الفتيات اللاتي كن يقيمن علاقات مع شباب صرت مثلهن .. فتركت يده وانتفضت....
وفي المرة الأخيرة أنا التي طلبت فيها رؤيته لكي أضع حل لهذه التفاهات لأنه لم يكف عن الاتصال بي ولم يتركني لحال سبيلي .. فلم أستطيع تغيير رقمي لأني كنت قد بعثت بالسيرة الذاتية الى أماكن أخرى وأنا أنتظر ردهم. التقينا في أحد المراكز التجارية وكنت قد كتبت الكلام مسبقا على ورقة كي لا أنسى وما أن رأيته حتى نسيت كل شيء ومضى اللقاء بدون ولا كلمة مني....
وفي ذلك اليوم لم أستطع النوم وكانت تراودني خيالات وهواجس وأفكار حتى اتصلت به في وقت متأخر لأخبره بأن عليه أن ينساني ولا يتصل بي مرة أخرى وأنا ليس من النوع الذي يريده قلت ذلك بحالة هيستيرية مخيفة والدموع لا تريد أن تفارقني وبت الليلة باكية نادمة على ما فات استغفر اله العظيم ليغفر لي خطيئتي...
ولكنه اتصل بعد يومان يسأل عن حالي وما الذي جرى لي في ذلك اليوم وأخبرني بأن هذا قمة العشق وأن هناك تغييرات حلت بي وهو الآن تأكد من حبي له وهو الآن يفكر في خطبته لي ولكن هناك عائق صغير سألته عن هذا العائق أخبرني بأنه قد خطب بنت جيرانه ولكنه سوف يفسخ هذه الخطبة من أجل أن يتقدم لي ويخطبني.......
عندما سمعت هذا الكلام جن جنوني وعلمت أنه كان يتسلى بي مثلي مثل من سبقني وعندها أغلقت الهاتف في وجهه وهمت على حسرتي وعلى الوقت الذي ضيعته معه.
وعندها تيقنت من كراهيتي له وسقط من عيني سقوط الفاشل الضائع. حتى لو وافقت على ما يريد ما ذنب المسكينة التي تركها معلقة وكيف سوف أضع عيني بعينها إن رأيتها
لقد تعلمت درسا قاسيا من هذا الحادث الذي استمر قرابة الشهر والنصف وصرت أحمد ربي ألف مرة أني درست بجامعة اسلامية تقدر معنى المرأة وتعز قدرها وجلالها .
بعد ذلك تركت العمل في مدينة الاعلام والتحقت بركب التعليم الذي فيه وجدت نفسي وكياني واسترددت شيئا من ثقتي
فيا أختي المسلمة احذري الذئاب البشرية التي تنهش لحمك واتعظي وتدبري......
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين